👬👭الاخوة ومتطلباتها



عندما نرجع الى مبدا الخليقة ، نجد الناس على اختلاف اجناسهم والسنتهم والوانهم ينتمون الى اب واحد هو ادم وادم من تراب ولكن سنة الكون اقتضت وما في ذلك شك ان تتطور أحوال الناس من حين الى اخر فقد كانوا قلة قليلة ، فاصبحوا بفضل التناسل من الكثرة بمكان ، بحيث ضاقت عليهم اوطانهم الأولى فراحوا يطلبون غيرها ولم تعد تكفيهم خيرات البلد الواحد ، فاخذوا يلتمسون الرزق في البلاد الأخرى وبحكم هذا الانتشار تكونت الشعوب والأمم ،ثم استقرت في رقاع الأرض حول مبادئ وعقائد معينة والذي سهل عن الناس ان يجتمعوا في مكان ما ،هو اتحادهم في الجنس واللغة والتقاليد والعادات ومن هذا الاتحاد نشات لديهم اخوة تكاد تشبه اخوتهم الاصلية ، اوهي فرع لها الا انها استقلت بنفسها وأصبحت في غنى عنها ثم اخذت بدورها تتفرع الى ان صار لها خمسة أصناف ، اخوة قرابة واخوة وطن واخوة قومية واخوة دين واخوة إنسانية .

ان اخوة القرابة لا تخفى على احد لان كل واحد منا لا يخلو ان يكون له اخ اواخت تربطه به او بها روابط الابوة 
والأمومة اوهما معا ،وهذه الاخوة في حد ذاتها تتفاوت درجاتها عند غالب الناس فالاخ الشقيق اعزواحب الى الشخص من أخيه لامه ،وهذا اعزاليه واحب من أخيه لابيه ذلك لان علاقته بالاول اقوى لكونها ناجمة عن اصل مزدوج لكل من الاب والام حظه الوافر فيه ، خصوصا اذا كان هذا الازدواج مبنيا على المحبة المشتركة والثقة المتبادلة وبقدر تلاحم الابوين وتكفافؤهما وتوافقهما يزداد الاخوان الشقيقان تالفا وتواددا وتعاطفا .


واما علاقة الأخ بالثاني أي أخيه لامه فهي علاقة متينة أيضا ولكنها اقل متانة من سابقتها لانعدام احد الطرفين وهوالاب ومهما يكن ميله الى أخيه هذا فان فارق الابوة يؤثر عليه بعض الشيء فيحس في نفسه وكانه غريب عنه .
ولكن علاقة الأخ بالثالث أي أخيه لابيه ضعيفة ان لم نقل متعذرة لانها لا تستند الا على الاب والأب طبعا اقل حنانا على ولديه اكثر بعدا عنهما وبعده هذا ليس من شانه ان يغرس فيهما روح المحبة والوئام فيشبان على التنافر والتباغض والذي يزيد في الطين بلة هو كراهية كل من اميهما لكل منهما ، وهذه الكراهية لن تبقى دون ان تعمل في نفسيهما ويصبحان عدوين لايحب احدهما الاخر ، ان مثل هذه الظاهرة المؤسفة لا يستصوبها عقل ولا يقبلها دين ، لانها ناجمة عن الجهل لمعاني الاخوة وعن سوء تربية الأمهات وفساد اخلاقهن ، اذ لو كان للامهات عقل اوما نسميه رحمة وشفقة لتغلبن على عواطفهن واعطين الربيب ما يستحق من حنان وعناية كاخيه سواء بسواء وبذلك يجنبن الاخوين عداوة منكرة ماكان ينبغي ان تكون وليس للاباء حق في تركهما بدون توعية وتوجيه وبالأخص اذا كانا ذوي المعرفة والثقافة ولااخال عملهم يذهب سدى اذا عنوا بهما كل العناية وأضافوا الى دروسهم المدرسية دروسا أخلاقية ترسي في قلبيهما معالم الاخوة والمحبة الكاملتين ، واذا كانت الأمهات يعذرن لجهلهن او لتغلب العاطفة عليهن ، فلا أرى أي عذر للرجال وهم اعرف منهن بما يصلح للابناء ولاينبغي ان يجهلوا ما سيترتب على هذا الإهمال من اضرار جسيمة بالنسبة لابنائهم واذا نشا هؤلاء على الحقد والضغينة فكيف يمكننا ان نكون المجتمع الصالح الكريم ؟

ولاخوة الوطن أسبابها ومقوماتها لتسلم من التقرض والانهيار فمن أسبابها حاجة الناس 

الى بعضهم بعضا وكلما تاكدت هده الحاجة تاكدت معها الاخوة وتوطدت المحبة بينهم 

خصوصا اذا ظلت معاملاتهم عارية من النفاق والمراوغة لان الاخوة تعتمد على مثل 

هاتين الصفتين لن يكتب لها البقاء ولربما استحالت الى ضدها واضرت بدل ان تنفع وتفيد.
méghazi yacine
كاتب المقالة
writer and blogger, founder of ♛ انســــان ☟ღ✎ .

جديد قسم :

Enregistrer un commentaire