💪مواطن الشجاعة 

قد يدعي الإنسان الشجاعة ولا يعرف من معانيها شيئا ، أو يدعيها وهو لا يملك منها فتيلا ، فالإدعاء اذن شيء والحقيقة شيء آخر ومهما يكن من أمر فإنن المعاشرة والتجربة وحدهما تثبتان ما إذا كان الشخص شجاعا يستوجب المدح والاكبار ، أو جبانا ليس له من جزاء سوى الذم والازدراء ، فما هي الشجاعة ياترى ؟
ان الشجاعة كلمة لها وزنها وقيمتها في عالم المعاني ، وليس لها فقط ذلك المفهوم المجرد الذي يتردد على الالسنة باستمرار ، حتى كاد يوسم بالسخافة والابتذال ، بل للشجاعة عدة مفاهيم لا ينبغي أن يجهلها أو يتجاهلها من يريد الاستفادة والانتفاع ، لقد جرت العادة أننا ندعو الذي لا يخاف شجاعا أي نصفه لما نشاء من صفات البطولة والجلد حقا ان الخوف لا يجد الى قلب الشجاع سبيلا ،ولكن ماذا بعد ذلك ؟ ان الجواب بديهي للغاية ولن يكلفنا أي عناء او إطالة تفكير انه يتلخص في الصمود في وجه المعتدي ورد عدوانه بلا هوادة او تراجع كيفما كان مظهره او كانت وسائله ،نعم في مثل هذه الحالة تجب الشجاعة وان كانت مرة المذاق وعرة المسالك ، لأن شخصا يشاهد عرضه يهتك او ماله يسلب او كرامته تداس ثم يحجم ولا يدافع عن نفسه جبان واي جبان ولا يخلصه من لوثة الجبن شيء وإذا تذرع بعدم القدرة على عدوه القوي المتفوق ،افلا يكون في إمكانه ان يصرخ في وجهه صرخة شهم يأبى ان يهان او يحتقر ؟ فرب صرخة عن حق اقوى واشد من السلاح
ولعله من باب وضع الشيء في غير محله ان يتظاهر الانسان بالشجاعة مع من يتاكد ضعفه وعجزه عن مغالبته وفي هذه الحالة هل يصح ان نسميه شجاعا ؟ كلا انما هو متهور بل ظالم جزاؤه المقت وعدم الاعتبار ومااكثر هؤلاء من أمثال هذا الشجاع المزيف لكن سرعان ما ينخذلون ويتوارون اذا لاحت لهم بوادر القوة والشدة ، فهنالك تميزالأسود عن الارانب ولايبقى لافواه الجبناء الاخساء ان لفظ الشجاعة ولو مزاحا، ان الشجاعة ليست كلاما يتبجج به في كل ان بل هي صفة خفية لا تبدو الا في مواطنها حيث يجد الجد ولا يكون لغيرها مكان
ومن مواطنها تعوض الوطن للخطراي خطر كان ،خصوصا اذا اصبح هدفا للغزاة الغاصبين او موطئا لافدام الظالمين المعتدين او لعبة في ايدي العابثين من بنية او غير بنية ، فعند ذلك يعرف الناس الشجاع ويدركون في شخصه كل ما للشجاعة من معان ومغاز ، ولا يسال عما يفعل اذا غلا مرجل الحقد صدره وتناثرت شرر الغضب من عينيه فان لك في ذلك ما يغنيك عن كل سؤال وكم راينا أناسا بلغوا من الهدوء والسماحة حدا دفع الناس الى الطعن في رجولتهم ولكنهم اذا ابصروا كيانهم يهدم ومجد وطنهم يداس نهضوا نهضة الضراغمة الهصار ، واعلنوا حربا شعواء ضد المعتدين المفسدين ،واعطوا الف دليل على رجولتهم الفذة وبطولتهم الممتازة واسكنوا الى الابد افواه المغتابين المغرضين وهل اسكتوها بغير الأفعال الصادقة التي لم تدع للاقوال الكاذبة مجالا 
méghazi yacine
كاتب المقالة
writer and blogger, founder of ♛ انســــان ☟ღ✎ .

جديد قسم :

Enregistrer un commentaire