👌من الصميم 

إذا كان من الصفات شيء يستوجب المدح والاشادة فاهمها تلك التي تتمثل في الغيرة على الوطن والتمسك بالمبادئ والذب عنها مهما كانت المشقات والتكاليف.
وإذا كان للشكر مفهومه المعنوي وهو الثناء، فأحسن منه ان يوضع في محله وتقدم لمن هو أجدر به وأقدر على العمل لمثله ولا كثر منه.
وشكرنا لجمعية الدفاع عن العربية، إنما هو نابع من تقديرنا لتلك الروح الوطنية التي يتميز بها أفرادها وتلك العزيمة الجبارة التي يحملونها من اجل ان تسترجع لغة الضاد مكانتها في هذه الأرض العربية المسلمة.
وما دامت ارضنا هذه منت البطولات والهمم العالية ، فلا بد ان نخرج منها أبناء بررة يحفظون لها الجميل ، ويحفظونها حق الرعاية ، ويعلون شأنها ، ويذودون عنها بالنفس والنفيس وما من شك أن الوطن لا تستقيم له أحوال ولا تحقق فيه امال الا بأفراده الصالحين ، ولا صلاح بدون شخصية ولا شخصية بدون مبادئ ومن بينها الدين واللغة فمن خصائص الدين ، إنه يهذب النفوس ويزكيها بما يستأثر به من تعاليم قيمة وخلال فاضلة وأحكام عادلة معقولة ومن خصائص اللغة انها توحد الصفوف ، وتقيم شر التشتت والفرقة ، أو السقوط في بئر العصبية الضيقة وحمية الجاهلية لاسيما إذا كانت لسان الدين كالعربية بالنسبة إلى الإسلام.
ثم من الذي يجهل أو يتجاهل أن لبلادنا هذه انتماءين بكل ما تعنيه كلمة الاعتناء فأولهما إلى العالم الإسلامي عقيدة وتصورا والتزاما، وثانيهما الى العالم العربي الذي لا يعرف له لغة غير العربية ولا حياة له ولا عزة الا بها ذلك يجب ان نقوله دونما تحيزا وحط من قيم الآخرين وعلى فرض أننا نتحيز فهل نحن نفعل غير الذي يفعله سوانا في سائر بقاع الأرض ابتداء من الصين الى أمريكا؟ ولعمري إنهم على حق ما داموا يحرصون على صيانة كيانهم وكرامتهم من خلال دينهم ولغتهم.
ونحن ، ما بالنا نتنكر لديننا ولغتنا باسم التقدم والتحضر وكأنهما سبب تخلفنا حضاريا وثقافيا وهو ما تدعيه بعض النفوس المغرضة المريضة لكن ادعاء كهذا ، سرعان ما يتلاشى عندما تعود بالذاكرة إلى تلك الحضارة العربية التي ملأت الدنيا نورا وعلما حيث كان الناس في أوروبا وغيرها في جهالة جهلاء لم يعرف التاريخ لها مثيلا وهل كان ذلك الازدهار الكبير وذلك السلطان الواسع إلا من صنع العربية والإسلام ولنسأل الغربيين عن مدينتهم من أين استمدوها ، وعن علومها من اين استفوها وكيف كانت لغاتهم وكيف أصبحت اليس الفضل كله للإسلام والعربية.
واليوم وقد ظلت العربية لغة القران على الإطلاق، وأصبح لها مكانها المرموق على المنابر الدولية وصارت الإذاعات الأجنبية ترددها منح مساء، فضلا عن كونها لسان مائتي مليون عربي، ها نحن نسمع أصواتا شاذة تعلن عداءها لها تارة، وللإسلام تارة أخرى، او لهما معا أحيانا، لا لشيء إلا لأنهم يجهلونها، او لكونهم وضحوا من لبان الغرب فضلوا السبيل وظهر لهم الحق باطلا والباطل حقا اليست لهم عقول يعقلون بها؟ اليس في الوقت مجال لتلاقي الأخطاء وإدراك الحقيقة؟ ام هما العناد والتعنت اللذان لا طائل وراءها.
ان الوسائل كثيرة إذا ما حاولوا تصحيح أوضاعهم، فان لم يجدوها بحكم تكوينهم الغربي عند مواطنيهم فكتب المضعف من أهل الغرب كفيلة بإعادتهم الى الجادة عندما يقرؤون شهاداتهم بفضل الإسلام والعربية اما يقال: والحق ما شهدت به الأعداء.
méghazi yacine
كاتب المقالة
writer and blogger, founder of ♛ انســــان ☟ღ✎ .

جديد قسم :

Enregistrer un commentaire