💗القران كتاب الله المعجز

💗القران كتاب الله المعجز 

هو ذلك الكلام المبين والكنز الثمين والحبل المتين والبلاغة الباهرة والاية الظاهرة والحجة القاهرة نزل به جبريل الامين على خير المرسلين منجما على حسب الحوادث والاحوال.
وكان يوم نزوله عيدا ،ودوى صوته نشيدا ،ومظهر ثوبه جديدا ، يردده كل لسان ويكبره كل جنان ويزرى بيانه بكل بيان ويفحم لسانه كل لسان ويستقبله بالشوق كل مشوق ويتهادى به المحبون ويستريح لنغمته المؤمنون ويستجلي نوره المتقون ، وقد ظل موكب قدومه يتهادى في الانسانية ثلاثا وعشرين سنة مابين مكة والمدينة فقضى على الشرك وطمس معالم الوثنية وشحذ الافكار الى ان تتعلق بخالق الخلق ومدبر الرزق ، وهو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم التي تحدى بها الكفر وزلزل الباطل وقضى على الطغيان واذل الجبابرة واطاح بدولة المتكبرين وطوح بالاكاسرة والقياصرة ومكن للعدل ، وارسى دعائم الانصاف وربط ما بين الناس برباط من الحب والخير والمؤاخاة والمودة وكشف لهم معالم الطريق وهداهم الى التي هي اقوم ..، والحديث فيه طريف في كل وقت لذيذ في كل حال لا يمكن ان ينتهي حسنه او تبلى جدته او يمل جرسه او يثقل على السمع رجعه او يضيق العطن بمن يكون معه او تلتوي المسالك بمن يسير في انحائه اويشرب بانائه او يرتوي بمائه ...
ولقد جعله اسلافنا في عهده الاول في مكة النبراس المضيء والشعاع الهادى والقاضي العادل والميزان الدقيق والناصح المخلص والصديق الوفي والرفيق المؤنس والطبيب الحاذق والمورد العذب والحكم الذي لايتحيز ،وهناك عكفوا على النظر فيه والاخذ منه والانتفاع به واهتموا بدراسته ووجد كل منهم رغبته المطلوبة وضالته المنشودة وحاجته الملحة وكانه حينئذ لم يكن كتاب تشريع ولا دستور حكومة ولا مصدر فقه ولا قاموس الفاظ بمقدار ماكان دائرة معارف في المنطق والفلسفة والسياسة والادارة والادب والتهذيب والتربية والاخلاق والبلاغة والذوق والطب والهندسة والفلك والنجوم وماشئت من علوم كانت او ستكون وكان في اول امره تهذيبا وارشادا ، ايقاظا واتعاظا واصلاحا وتقويما ودعوة الى وحدانية الله وتنزيهه عن الصاحبة والولد او الشريك الذي ينازعه السلطان ويقاسمه الالوهية ويشاركه الخلق ويحاول ان يحتل مكانته في ملكوت السماوات والارض وقد ساق الدليل تلو الدليل على انه سبحانه بيده هذا الكون يصرف افلاكه ويدبر امره ، وبهذا كله كان يطارد الباطل ويصارع الظلم ويقضي على الجهل معلنا انه هو النهار الزاحف والصبح المقبل والشمس المشرقة التي سوف تقضي على الخرافة وتكتسح الاوهام وتملا القلوب بالنور والافئدة بالهدايا والضمائر بالتوحيد والنفوس بالايمان وانه لا استقرار الا للحق ولا بقاء الا للاصلح ولا دين الا للاسلام .

méghazi yacine
كاتب المقالة
writer and blogger, founder of ♛ انســــان ☟ღ✎ .

جديد قسم :

Enregistrer un commentaire