دواعي السعادة 


 ما أكثر ما يطلق الناس على أبنائهم اسم السعيد ولا ادري اهم يطلقونه لمجرد كونه اسما تناقلته الأجيال وكانه ارث محترم لكل واحد الحق في الاستئثار به ولعل هذا هو المذهب السائد في أوساط العامة الذين لايعنيهم من مدلول الاسم شيء ، أم هم يتخذونه رجاء أن يكون الولد سعيدا سالما من منغصات العيش ونوائب الزمان ولكن انى لهم ان يظفروا بهذا الرجاء ، لأن السعادة في هذه الحياة تكاد تكون ضربا من المستحيل او هي من أطياف الحلم او مشاهد الخيال لا غير ولئن كنت أتذكر أشخاصا قدر لي أن اجتمع بهم وكان كل منهم ينشد السعادة ويتذمر من حالته التعسة يتمنى لو كان تحت الثرى خيرا من أن يحيا شقيا منكدا ، فقلت لأحدهم : ما بالك تتأسف هكذا ؟ اما يرضيك هذا الجسم القوي الذي متعك الله به وحرم منه الكثير من امثالك ؟ اما يكون من واجبك ان تشكر الله عليه ؟ فقال : وهذه الحالة السيئة التي أنا عليها ثياب رثة بالية لا تستر هذا الجسم الذي انت تمدحه وحذاء ممزق لايقي قدمي اذى الحجارة والاشواك اضف الى ذلك مرارة العيش التي اتجرعها يوميا اذ قلما احصل على ما اسد به الرمق انا وابنائي الصغار ، ربما سالتني عن العمل وحالي معه ،اجل كنت اشتغل عند احد التجار بمرتب زهيد ولما طلبت الزيادة طردني فاصبحت عرضة للاستجداء رغم انفي بعد ان حاولت الاستدانة ولم اوفق لعدم ثقة الناس بي نظرا لفقري وانسداد أبواب الرزق امامي ولكم تمنيت ان يزاح عني هذا الحرج فاضحى سعيدا كسواي ، ان كان للسعادة وجود اوكان لها طعم كغيرها من الأشياء اللذيذة.
سمعت حديث هذا المسكين ولم اجد جوابا اقنعه به الا انني رجوت تن يعجل الله له بالفرج والذي استخلصته من قصته هذه ، هو انه لايرى سعادته إلا في الغنى وما عداه لا طائل من ورائه وإذا نال الفقر منه هذا المنال من المقت ،فقد قال عنه الإمام علي قديما : * لوكان الفقر رجلا لقتلته * لنتصور ذلك الخجل الذي يعتري الرجل الحي عندما يقصد رجلا موسرا لمساعدته ولا يدري أهو يشفق عليه فيتفضل عليه بشيء من ماله ام يمنعه ويغلق الباب دونه ؟ لذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { لأن يأخذ المرء حبله فيحتطب وينتفع بثمن حطبه خيرا له من ان يمد يده إلى الناس منحوه او منعوه } ، أو كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام .


méghazi yacine
كاتب المقالة
writer and blogger, founder of ♛ انســــان ☟ღ✎ .

جديد قسم :

Enregistrer un commentaire